top of page
Writer's pictureAl Qadisiyye

مآثر الفريق الركن سالم حسين العلي

- قصص البطولات -


من المواقف التي حدثت مع المرحوم الفريق الركن سالم حسين العلي عام 1983 والتي تدل على حب الواجب والمسؤولية والرحمة .

عندما كان قائداً للفيلق الثاني وبعد حسم إحدى المعارك الشرسة والتي دارت رحاها لعدة أيام بلياليها ولضراوة المعركه كان الفريق الركن في جوله في الفيلق المتقدم بين أخوانه الضباط والمراتب وهو المعروف بتواضعه وحبه للمراتب بالذات .

بعد إنجلاء الموقف وحسم المعركة بنصر مؤزر عاد قائد الفيلق إلى مقر الفيلق في المنصورية وأمر سائقه بالتوجه فوراً إلى مستشفى بعقوبة العسكري للوقوف على حالة الجرحى ، وحال دخوله حديقة المستشفى شاهد اثنان من الجرحى ملقيان في حديقة المستشفى والدماء تغمرهما ، عندها أستشاظ غضباً وطلب الطبيب المختص المسؤول عن هذه الحالة في تلك اللحظة ، فقال له أحد الممرضين أن الطبيب يرتاح في بهو الضباط ويتناول وجبة الإفطار .

زاد غضبه أكثر وهو يقارن بين وضع الجنود الجرحى في حديقة المستشفى وبين الطبيب وهو يتناول فطوره وعندها حضر الطبيب أمامه أنزل به غضبه ووبخه وعاقبه بسبب أهماله للجنود الجرحى .

اهتزت المستشفى لغضب الفريق وعاد أدراجه إلى الفيلق وهو بغاية الغضب ، وبعد أن ارتاح وهدأ ، وفي الدوام المسائي طلب حضور آمر مستشفى بعقوبة العسكري أمامه وحضر آمر المستشفى ، وسأله عن هذا الطبيب المقصر وهل تم تنفيذ العقوبة ، فأخبره آمر المستشفى بتنفيذ الأمر ، وسأله عن الطبيب ، هل هو طبيب ناجح يتحمل المسؤولية أم لا ، فقال له آمر المستشفى : إن هذا الطبيب حظه العاثر وضعه بهذا الموقف ، فهو من خيرة أطباء المستشفى ، ولكونه لم ينم من ليلة أمس بسبب كثرة الجرحى ولإنهاكه طلب الذهاب ليغتسل ويفطر ويعود مرة أخرى .

بعد أيام كرّمت القيادة العامة الفيلق الثاني بأنواط شجاعة عن تلك المعركة ، فطلب قائد الفيلق الفريق سالم حضور قادة الفرق وآمري الألوية لغرض تكريم المستحقين ، وقال لهم ضمولي نوط ، ويوم التقليد أمر حضور الطبيب وقلده نوط الشجاعة وقال له : ابني .. العقوبة عقوبة والتكريم تكريم لمن يستحقه ، وبعد السؤال عنك ثبتت جدارتك واستحقيت التكريم .

Comments


bottom of page