top of page
Writer's pictureAl Qadisiyye

اليوم الأخير والساعة الأخيرة

Updated: Aug 7, 2021

- يكتبها اللواء قوات خاصة عاكف الوحش -


اليوم الأخير والساعة الأخيرة في 18/آذار/1985م

يا حوم اتبع لو جرّينا

ذلك المثل العراقي الذي يدل على حجم خسائر العدو وهذا المثل كان مقدمة بيان الانتصار على العدو وسأحدثكم عن لوائي ، أنه لواء صقر قريش ، أو لواء68 قوات خاصة وأياً كانت المسميات فلقد كان تشكيلاً فتياً جديداً وتم أختيار ضباطه وجنوده بعناية كبيرة ، وكان آمر اللواء الشهيد البطل العقيد قوات خاصة حسين علي سعيد من منطقة الكاظمية ، عليه رحمة الله ، وكان آمر الفوج الأول أخي الكبير وصديقي مقدم ركن عبد المجيد كاظم ، وفي تلك الأثناء كنت معلماً في مدرسة القوات الخاصة وطلبت من آمر اللواء ومقدم مجيد أن يساعداني في نقلي إلى اللواء ليكون لي شرف رفقة هؤلاء الأبطال وفعلاً كان لي ذلك وخضنا معارك عديدة إلى أن كنّا في القاطع الشمالي بمدينة كركوك ومعارك القوات الخاصة كانت شبه مستمرة كون ألويتها تتنقل حسب المعارك وفِي الأماكن الخطرة وتمت الحركة إلى القاطع الجنوبي قاطع عمليات شرق دجلة حيث حصل خرق من قبل العدو على طريق بغداد - البصرة ووصلنا إلى منطقة العمليات بتاريخ 1985/3/12م ، وفي منطقة العزير وكان بعض أفراد العدو قد وصلوا إلى الطريق العام الذي يربط بغداد بالبصرة وتم تطهير المنطقة من العدو إلى أن عادوا إلى الهور وبدأت المعارك بيننا وبين العدو بين كرٍّ وفر لعدة أيام ولا نسمع غير أزيز الرصاص وصوت المدافع وهدير الطائرات وعطرنا كان من رائحة البارود وحصلت معارك مستمرة هنا وهناك في نفس القاطع ولكن الهدف الرئيسي كان تحرير لسان " عجيردة " وهو يمثل رتل الميمنة والذي كان يقوده الفريق الركن هشام صباح الفخري وقمنا بهجوم رئيسي على لسان عجيردة بعد أن كنّا نمتطي صهوة الناقلات ، أيُّ على ظهور الناقلات وهي تتقدم بسرعة بين صفوف العدو وعلى اللسان مباشرة واستشهد آمر لوائي وكنت في الناقلة الثانية بعده وكانت معركة تشيب لها الولدان وحدث ما حدث من خسائر لرغبة قائد الرتل بطريقة الهجوم وقناعته التي لا تناقش طبعاً وفيها المعتقد العسكري نفذ ولا تناقش وفيه بعض الصحة أحياناً وعدنا وأخذنا مواضعنا لنأخذ استراحة المحارب بالقرب من لسان عجيردة وفِي الليل وتقريباً الساعة الواحدة وكان الجو بارداً وماطراً فإذا بأمر من قيادة اللواء بأن هناك خرقاً حصل خلف القطاعات وتحديداً على " جسر السويب " الذي يقطع ويفصل القطاعات العراقية عن بعضها البعض وجمعت أبطال سريتي ضباطاً ومرات وأخبرتهم بأمر ما حصل ولمعرفتي بالرجال وأحوال رجالي من القوات الخاصة في ذلك الوقت فكنت أرى النصر في عيونهم فقمنا بالتقدم وكان بطيئاً دون أيُّ ضجيج ، وفِي هذه الأثناء كان آمر لوائي يسألني أين وصلت ياعاكف لأخبر القيادة والكل ينتظر الموقف وفِي هذه اللحظة وعلى بعد 800م من الهدف وقبل الصولة أخبرت آمر اللواء بأنني على الهدف وفعلاً قمت مع رجالي في السرية بصولة تتحدث عنها الأجيال وأعدت جسر السويب من اللواء 55 مظلي وهو أقوى لواء عند العدو وهو شبيه بلواء گولاني الصهيوني بمعداته وتدريبه وقتلنا وأسرنا العشرات من ذلك اللواء وخسرنا الشهيد " الملازم جمعة " وعدد من الجرحى وعدنا لنأخذ استراحة المحارب مرة أُخرى وكانت الساعة 8 صباحاً مع وجود جيوب ومعارك جانبية وفِي هذه الأثناء قدم علينا ساعي بريد الفوج الثالث الموجود على لسان عجيردة ليخبرني برغبة صديقي الغالي الشهيد النقيب ق .خ عبد الجبار عبد الستار لأكون أنا وسريتي بجانبه فأخبرت بدوري آمر فوجي " الرائد محمد عبد الله " الطيب بطيبة أهل البصرة فوافق لأن الأمر يتعلق بسريتي بشكل شخصي فذهبت عند النقيب عبد الجبار ، رحمه الله ، وأخذنا مواضعنا في القتال وكُنا على العقدة الأخيرة في لسان عجيردة وكانت بعض جيوب العدو تظهر هنا وهناك وبزوارق في الماء بالهور ونلاحقهم بنيران أسلحتنا وفِي الساعات الأخيرة من يوم 18/ 3/ 1985م الوقت بين الخامسة والسادسة مساءً سمعت صوت أحد الزوارق المعادية فأردت أن أقطع عليه الطريق لأسره وكنت لأول مرة ألبس خوذة القتال على رأسي ولَم أكن أعلم بأن هناك هجوماً من بقايا العدو قد بدأ فكانت الإصابة في تلك اللحظة من زورق آخر لم أشاهده إلاّ في اللحظة الأخيرة نعم حدثت الإصابة فكانت قاتلة أو بليغة جداً واستشهد معي من رفاق دربي الشهيد النقيب عبد الجبار ومجموعة من جنودي الأبطال وجرح المقدم جعفر آمر الفوج الثالث ل68 ق .خ وحدث ما حدث من هجوم من العدو وبعد ساعات قامت قطاعات جيشنا بهجوم معاكس وكانت جثتي لا تزال بأرض المعركة وقريبة من الماء ، نعم لقد تم اخلائي من أرض المعركة ولشعورهم بأن هناك نبض موجود تم نقلي بواسطة طائرة سمتية ( مروحية ) إلى مستشفى الرشيد العسكري ليكون هناك فصلٌ أكبر من السابق في كيفية علاجي من الإصابة البليغة والمميتة والتي أحمل من جرّائها في رأسي (17) شظية نافذة للدماغ وهذه هي ما تبقى لي من أوسومة افتخر واتشرف واعتز بحملها لأكون فخوراً بأنني كنت مقاتلاً مع أبطال وشهداء وجرحى من صناديد القوات الخاصة من أبناء وأسود الرافدين في ذلك الزمن الذي لم ولن أندم بأنه كان لي شرف القتال به معهم فلكم المجد والسؤدد وللشهداء الرحمة والغفران .

اقتباس بتصرف - اللواء ق خ عاكف موسى الوحش

Comentarios


bottom of page